مرحباً عزيزي القارئ أكتب هذا المقال و أنا في فترة راحة أخذتها لاستمتع بإجازة الصيف بعيداً عن ضجيج المدينة برفقة كتاب و قهوة بأنواعها التي تأسرني في مكان جميل يحتوى على بحر هادئ و أحياناً لايكون هكذا.
ما استفزني للكتابة هو ذلك الخطاب العنصري المتصاعد في مجتمعنا والذي أصبح لايُطاق أبداً ، هذا الخطاب تجاوز كل القيم و الأعراف الإنسانية التي تعزز و تحفظ كرمات البشر كبشر بغض النظر عن الدين و اللون و العرق و أخيراً الجنسية.
تنبع التفرقة العنصرية من العقل البشري المريض فهناك من ينفر من الإنسان لمجرد اختلافه عنه و هناك من يؤكد على تفوق جنس على الآخر من الأجناس البشرية ، فاليوم أصبحنا نرى من يهاجم الوافدين فقط لانهم ذهبوا إلى شواطئ الكويت المنسية صيفاً هرباً من حرارة الصيف وهم يُشكرون على احياؤهم لتلك الأماكن المهملة من قبل الدولة ، و هناك من وصلت فيه الوقاحة إلى درجة أن يصور فيها الوافدين المتواجدين في المستشفيات قائلاً بكل تعلالي أنهم أمامه في طابور الانتظار! ، وكأن الوافد لا يمرض و لا يحق له اذا مرض أن يذهب إلى المستشفى لتلقي العلاج.
هذه مظاهر مؤسفة في بلادي الكويت فهناك أصدقاء لي من الأخوه العرب يتسائلون : هل هذا هو الجو العام في الكويت؟ و من الاحراج الذي أقع فيه مراراً و تكراراً لا أستطيع ان أنكر هذه المواقف المخزية و الخطاب العنصري فهو الخطاب السائد الآن في مجتمعنا … العنصرية ليست في الكويت فقط بل تصاعد هذا الخطاب القبيح لأغلب وطننا العربي لدرجة أن تكررت مواقف تعنصر شعب عربي على الآخر رغم علاقة الأخوة والهوية العربية و العادات و القيم المشتركة و القرب الجغرافي .
أخيراً … كفاكم تمزيق بعضكم البعض و بث روح الكراهية فيما بينكم فمن يملك اليوم قوة و سلطة لقهر و تحقير الآخر تأكدوا بأن الأيام تدور و التاريخ مليئ بالعبر.
مناقشة
التعليقات مغلقة.