من الواضح أننا لن ننتهي من مجازر الإرهابيين الذين يشيعون في هذا العالم الدمار مُخلفين ورائهم الدماء و الكثير من الضحايا ، فبعد حادثة مسجد نيوزيلندا المؤلمة تم استهداف سريلانكا الملقبة بـ ( أرض الشعب المبتسم ) من خلال عدة تفجيرات في كنائس و فنادق خلفت الكثير من الأرواح البريئة بجانب عدد لا يستهان فيه من الجرحى و المصابين من نساء و أطفال و رجال.
لن ننتهي من هذه الحلقات الدموية المتسلسلة و الأعمال التخريبية دون مواجهة جادة و صريحة لكل خطاب كراهية تطرف ضد الأخر المختلف و دون مواجهة كل موروث يحتضن و يدعم و يشجع تلك الأعمال الإجرامية التي تفتك بالبشرية بين حين وآخر ، إن أبشع صور الإرهاب هي تلك التي ترفض التعددية و التعايش السلمي و التي ترفض حريات الأفراد الخاصة المتمثلة بحرية الاعتقاد و ممارسة الشعائر الدينية فاستهداف أفراد عُزّل عمل جبان بشع لا يصدر من إنسان سوي إنما من فرد لدية لوثة عقلية ترفض كل ماهو مغاير عنه أو عن دينه أو عاداته .
إن تجفيف منابع الإرهاب يأتي من خلال إصلاح مناهج التعليم التي تغذي النشىء الجديد على كل ما له صله بالكراهية و تحريضهم على الآخر المختلف عنهم ، أيضاً من خلال تجديد الخطاب الديني برفض الكثير من كتب التراث التي هي مليئة بالألغام والتي تحتاج منا وقفة شجاعة لرفضها ، و مراقبة اللجان الخيرية وعلى ما يجمعونه من أموال و على من تصرف او ترسل ومن يستقبلها ، لابد أيضاً أن يكون المناخ السياسي في الدولة ديمقراطي تقدمي مدني حرّ يتصدى لأي فكر ظلامي يدعو للكراهية و التكفير و التزمت فالإرهاب لا يستطيع أن يتغلغل في مجتمع مدني ثقافته مبنية على احترام الآخر و تقبل الاختلاف .
أخيراً … الإرهاب مرفوض في أي بقعة جغرافية كانت ، لأن الإرهاب لا وطن و لا دين ينتمي إليه ، لذلك تحديد الموقف من الإرهاب حسب الجغرافيا يُعتبر إرهاب من نوع آخر .
مناقشة
التعليقات مغلقة.