تقرأ الآن
Uncategorized

“أدبيات التجديد الفكري” بقلم: آمنة أشكناني

‎مصطلح التجديد الفكري مصطلح تاريخي السياق، وترجع فكرة التجديد والإصلاح الفكري الى العهد اليوناني ما قبل ميلاد المسيح، فنحن عندما نستقرئ التاريخ الإنساني نجد أن في عهد كل حضارة وثقافة وأمة، وفي تاريخ الشعوب بشكل عام، أن موضوع وفكرة التوارث الفكري مذمومة، وهي معرقلة لسلسلة التطور الإنساني، ولا تعطي أي مجال لطرح أي فكرة أو رؤية تجديدية وفق آليات ومعطيات علمية، حيث تكون سليمة الفحوى.
دائما نرجع أهمية الوعي الإنساني ونربطه بكيفية التعليم الذي يتلقاه المرء أو الإنسان في حياته العامة، فنحن يجب علينا أن نفرق بين مصطلحين مهمين، قبل الخوض في موضوع أو فكرة التجديد الفكري، أو عدم النمطية في المنهج العلمي لدى الفرد.
بداية، يجب أن نعرف صانع آلية التجديد، ألا وهو المثقف.. والفرق بينه وبين المتعلم. المثقف سلفاً هو حامل الهم المجتمعي، الذي لديه نزعة الإصلاح للمجتمع الذي يعيش فيه، وهو المتمثل في الأدباء والشعراء والكتّاب والمؤلفين والمحركين الأساسيين لموجة الثقافة التي تجتاح كل أمة، بينما المتعلم هو أي فرد اعتيادي لديه حصيلة معرفية ممتازة، بحيث يستطيع الاستعانة بها في حل المشكلات، التي قد تواجهه في حياته العامة بشكل مجمل.
من خلال ما سبق نستطيع القول إن المثقف هو الصانع الفعّال في تكوين ماهية المجتمع والأمة على المستوى الاجتماعي والسياسي أحياناً، بينما المتعلم الواعي هو المتلقي للأفكار الولاّدة، تلك التي تنمو عند طبقة المثقفين والنخبة، وبل مهمة الإصلاح الفكري والثقافي تكون مرتكزة على عاتق الطبقة الأولى.
لكن السؤال الجوهري الذي بودي طرحه أولاً: هل المثقف الواعي هو الذي يتمسك بزمام البهرجة الفكرية وحب البرستيج أو التمظهر المخملي والشكلي دون الولوج في آهات الوعي الإنساني؟ ولنكن أكثر واقعية وشفافية مع ذلك الواقع الذي بات يطرح الكثير من ظاهرة أشباه المثقفين، أشباه الكتّاب، أشباه الأدباء، الذين للأسف الشديد يحملون فكراً هزيلاً ركيكاً آيلاً الى السقوط في أي لحظة عن معنى ما يتصل بالكتابة أو الثقافة أو الأدب والفكر، ولا عزاء يذكر حتى للمراكز الثقافية والحضارية في البلاد، التي تتبنى أحيانا نماذج يقال عنها إنها تمت للثقافة بشيء!
التجديد والإصلاح الفكري إذا لم يواكبا آلية القلم الجاد الواعي، ويحملا الجدية الفعالة في التطور والبناء الثقافي للمجتمع، فسيكونان خاليين من المعنى أساساً، لذلك فإن النقطة والخطوة الأولى نحو بناء آلية نقدية سليمة هي خلق الفرد.. سواء كان مثقفاً نخبوياً أو متعلماً أو متلقياً للأفكار التجديدية التي تطرح على الساحات الثقافية، الدينية، أو الأدبية كانت أم اجتماعية.
‎آمنة أشكناني

مناقشة

التعليقات مغلقة.

من نحن؟

اتحاد الشباب الديمقراطي الكويتي، منظمة من الشباب والشابات المؤمنين بقيم الديمقراطية والعدالة الإجتماعية والتسامح، والعاملين من أجل تطوير الذات، والهادفين لترسيخ هذه الممارسات في أوساط الشباب عبر توفير بيئة صحية خالية من التعصب القبلي والمذهبي والتزمت الديني، وخالية من التمييز الجنسي والطبقي، بحيث يمكن للشباب الإلتقاء في ظل هذه البيئة والتداول في شؤونهم وشؤون مجتمعهم. منظمة تناضل مع الشباب و من أجله لتأمين حقوقهم ولرفع مستوى وعيهم وإشراكهم في الحياة العامة بهدف إصلاح الواقع السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي.

%d مدونون معجبون بهذه: