تقرأ الآن
Uncategorized

شوق المطيري : الثورة بمفهوم إنساني

ملتقى الشباب

«عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه».

من يؤمن بهذه المقولة لأبي ذر الغفاري، رحمه الله، يعرف أنه لا يشترط على الأفراد أن يكونوا تحت إمرة سلطة جائرة حتى يثوروا، ولا يجدر بهم أن يكونوا أتباعا لديانة أو مذهب معيَّن، حتى يكون لهم الحق في التمرد والعصيان، بل إنه فقط قوت اليوم بإمكانه أن يكون المسوق والدافع الأكبر للثورة.

إن العيش الكريم من أبسط حقوقنا كبشر، فمن حق كل من سلب منه هذا الحق أن يقاتل من أجل الحصول عليه، ولا يشترط أن يكون فردا صالحا، أو على خلق عال، فهو حق أصيل له منذ اللحظة التي أطلقوا عليه إنسانا، وليس كما يوهمنا بعض رجال الدين المنعمين بخيرات السلطة، بأن سوء الحال ما هو إلا نتيجة لفسادنا.

إذن، لماذا التنظير في أحقية الناس على التمرد؟ ولماذا تقمع ثوراتهم بناء على موقفهم من معركة الجمل؟ ولماذا تبارك ثورات ويستهان بأخرى وفق الموقع الجغرافي؟ ألم يحركهم جميعا الدافع نفسه والمعاناة ذاتها؟ فهل يكترث الذي يوشك على الموت جوعا بحُسن الخلق؟ وهل يهتم من اتخذ الشارع فراشا بالأعراف والتقاليد؟ بل هل يجادل المحروم بأحقية الخلافة؟

ألا يكفي أن تكون جائعا لتتمرد؟ ألا يكفي أن تكون محروما كي تلعن الظلم؟ وألا يكفي أن تكون مظلوما لتثور؟

كيف يطلب منهم أن يكونوا أفرادا صالحين، حتى ينعموا بحياة صالحة؟ فهل من المعقول أن تحسن أخلاق الناس أوضاعهم؟

لذا، دعكم من الجدل والتنظير، واعطوا كل ذي حق حقه، وانظروا للأمور بعين الإنسانية المجردة من كل الأمراض الطائفية والقبلية، وبعيدا عن أنواع التمييز العنصري، فإن لم تكن سببا في نصرة المظلوم، لا تكن سببا في زيادة الظلم عليه.

جريدة الطليعة

17 فبراير 2016

مناقشة

التعليقات مغلقة.

من نحن؟

اتحاد الشباب الديمقراطي الكويتي، منظمة من الشباب والشابات المؤمنين بقيم الديمقراطية والعدالة الإجتماعية والتسامح، والعاملين من أجل تطوير الذات، والهادفين لترسيخ هذه الممارسات في أوساط الشباب عبر توفير بيئة صحية خالية من التعصب القبلي والمذهبي والتزمت الديني، وخالية من التمييز الجنسي والطبقي، بحيث يمكن للشباب الإلتقاء في ظل هذه البيئة والتداول في شؤونهم وشؤون مجتمعهم. منظمة تناضل مع الشباب و من أجله لتأمين حقوقهم ولرفع مستوى وعيهم وإشراكهم في الحياة العامة بهدف إصلاح الواقع السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي.